تحليل محاور الدرس ومناقشتها:
I – صلح الحديبية:
1 – تاريخ الصلح ومكانه وسببه:
أ ـ تاريخ ومكان صلح الحديبية:
صلح الحديبية تم بين المسلمين وكفار قريش بمكان قرب مكة اسمه الحديبية، وذلك في شهر ذي القعدة سنة 6 للهجرة، بمقتضاه عقدت هدنة بين الطرفين مدتها عشر سنوات.
ب – سبب صلح الحديبية:
رأى رسول الله ﷺ رؤيا في المنام (وهو بالمدينة) أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، وأخذ مفتاح الكعبة، وطافوا واعتمروا، وحلق بعضهم وقصر بعضهم الآخر، فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا، وحسبوا أنهم داخلوا مكة عامهم ذلك، وأخبر أصحابه أنه معتمر فتجهزوا للسفر.
2 – أهم الأحداث:
- خرج الرسول ﷺ، يريد العمرة ومعه 1400 من الصحابة من دون سلاح، وأشعر الهدي ليأمن الناس حربه.
- حاولت قريش صد المسلمين عن البيت.
- بعث الرسول ﷺ عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى أهل مكة ليؤكد لهم غرض خروج المسلمين.
- أبطأ عثمان رضي الله عنه، وأشيع بين المسلمين أنه قتل.
- دعا الرسول ﷺ المسلمين للبيعة، فاستجابوا وبايعوه تحت الشجرة بيعة الرضوان، وبايع رسول الله ﷺ نيابة عن سيدنا عثمان رضي الله عنه.
- علمت قريش بأمر البيعة، فأرسلت سهيل بن عمرو الثقفي لعقد الصلح.
- وقع خلاف في التفاوض حول بعض البنود، وحول صياغة كتابة عقد المعاهدة، لكن أمكن للرسول ﷺ بحكمته وتسامحه وبعد نظره حسم الخلاف، فقام بالتشطيب على عبارة “محمد رسول الله” من الوثيقة حين اعترض سهيل عليها، وامتناع علي من مسحها، فالتزم الصحابة الصمت والهدوء، وهذا ملخص بنود الصلح:
- أن تضع الحرب أوزارها بين الطرفين لمدة عشر سنوات.
- أن يرد المسلمون كل شخص يأتيهم من قريش مسلما بغير إذن قريش، وأن لا تَرُدَّ قريش من يعود إليها من المسلمين.
- من أراد من القبائل أن يدخل في حلف محمد ﷺ دخل فيه، ومن أراد أن يدخل في حلف قريش دخل فيه، (فدخلت خزاعة في حلف محمد ﷺ، ودخلت بنو بكر في حلف قريش).
- أن يعود المسلمون في هذا العام ويأتوا للعمرة العام القادم.
- لما فرغ الرسول ﷺ من كتابة الوثيقة، قال: «قُومُوا فَانْحَرُوا»، فلم يقم منهم أحد حتى قالها ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فأشارت عليه أن يخرج ولا يكلم أحدا حتى ينحر ويحلق، ففعل ذلك، فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما لمخالفتهم أمر رسول الله ﷺ.
- بعد كتابة الوثيقة شعر المسلمون بالكآبة والحزن الشديد لأنهم لم يطوفوا بالبيت كما أخبرهم رسول الله ﷺ، ولأنه رسول الله وعلى الحق، ومع ذلك قبل ضغط قريش، وأعطى الدَّنِيَّةَ في الصلح، ومن الصحابة الذين راجعوه في ذلك عمر بن الخطاب، لكن الرسول ﷺ كان يتصرف بوحي من الله وبحكمته السديدة.
- في الطريق وعند رجوع المسلمين نزلت سورة الفتح: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا …﴾، فأرسل رسول الله ﷺ إلى عمر فأقرأه إياها، فقال: يا رسول الله، أو فتح هو؟. قال: «نعم». فطابت نفسه ورجع، وفرح الناس واستبشروا.
3 – النتائج:
- تفرغ الرسول ﷺ لنشر الإسلام دون خوف من قريش.
- دخول أعداد كثيرة من العرب في الدين الإسلامي.
- إسلام ثلاثة من أعظم قادة مكة (خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعثمان بن أبي طلحة).
- عودة مهاجري الحبشة إلى المدينة المنورة.
- اعتراف قريش بالمسلمين ككيان ودولة ذات سيادة.
- الإقرار بحقهم في العمرة وهو اعتراف ضمني بالإسلام.
- ساهم صلح الحديبية في فتح مكة الأعظم.
II – فتح مكة:
1 – تاريخ الفتح وسببه:
أ – تاريخ فتح مكة:
فتح مكة أو الفتح الأعظم كان في 20 رمضان سنة 8 للجرة.
ب – سبب فتح مكة:
سبب هذا الفتح أن قريشا نقضت صلح الحديبية، وذلك عندما أمدت بني بكر بالمال والسلاح للاعتداء على خزاعة، فقتلت منهم نحو 20 رجلا، فغضب الرسول ﷺ لذلك، وتجهز لقتال قريش.
2 – أهم الأحداث:
- خروج الرسول ﷺ إلى مكة، ومعه 10 آلاف مقاتل ومحاولته إخفاء الأمر حتى يباغت المشركين تجنبا لسفك الدماء في مكة.
- حاطب بن أبي بلتعة يرسل كتابا سريا إلى قريشٍ، يخبرهم بما عزم عليه الرسول ﷺ.
- إطلاع الله رسوله على أمر الكتاب وتمكن المسلمين من استرجاعه.
- إسلام أبي سفيان وقول العباس للنبي ﷺ: “يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ الْفَخْرَ، فَاجْعَلْ لَهُ شَيْئًا”، فقال ﷺ: «مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ عَلَيْهِ دَارَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ».
- إسراع أبي سفيان إلى مكة وصراخه في قريش بقدوم محمد ﷺ إليهم بجيش لا قبل لهم به، وأمرهم بدخول بيته أو المسجد أو لزوم منازلهم ليأمنوا على أنفسهم.
- دخول الرسول ﷺ وأصحابه مكة من جهاتها المختلفة دون مقاومة، وفشل قريش في مواجهة المسلمين.
- توجه الرسول ﷺ إلى الحرم، وطوافه بالكعبة، وأمره بتحطيم الأصنام (حوالي 360 صنم) التي كانت داخلها.
- إعلان العفو العام عن قريش: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ وَيَا أَهْلَ مَكَّةَ مَا تَرَوْنَ أَنِّي فَاعِلٌ بِكُمْ؟». قَالُوا: خَيْرًا أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ. ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ».
3 – نتائج فتح مكة:
- اعتناق كثيرٍ من قريش دين الإسلام، ومنهم: أبو سفيان، وزوجه هند بنت عتبة، وأبو قحافة والد أبي بكر الصديق.
- تخليص مكة من براثن الشرك والوثنية، وضمها للدولة الإسلامية.
- تحطيم وإزالة رهبة قريش من قلوب قبائل العرب، التي كانت تؤخر إسلامها لترى ما يؤول إليه حال قريش من نصر أو هزيمة.
- زيادة إيمان المؤمنين بتحقق رؤيا رسول الله ﷺ وتمكن المسلمين من دخول البيت الحرام والطواف به.
- دخول الناس في دين الله أفواجا.
إرسال تعليق